بقلم : يسار محمد الدرزي
إن من
روائع الفكر الانساني ، هي قدرته على
إعلام الاخرين بمكنونات العقل وخفايا النفس ، عن طريق مخاطبتهم بإسلوب نثري يتضمن
روائع الالفاظ وفصيح المعاني وأبينها مع أرقى الامثال الحاضرة أو التاريخية ، وهذا الفن الادبي يعـرف بإســــــــم ( الخطابة ) ، وبه تجلت
عبقرية اللسان العربي للقاصي والداني .
وفي اللغة :
خطب خطبة وخطبا وخطابة : وعظ ، قرا الخطبة على الحاضرين ( رجل خطيب ) : أي حسن
الخطبة .. والخطاب : كثير الخطاب .( انظر المنجد في اللغة والاعلام .ط17-ص186 .).
وقال الجرجاني
في كتابه ( التعريفات )ص95 :( الخطابة :
هو قياس مركب من مقدمات مقبولة ، أو مظنونة، من شخص معتقد فيه ، والغرض منها ترغيب
الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم ، كما يفعل الخطباء الوعاظ .).
فالخطبة ،
هي قالب لعصارة الفكر الموجه الى الاخرين ، المصوغ بدرر الالفاظ المنظومة كأنها
لؤلؤ مكنون ، يشع بالمعاني الساحرة الاسرة للعقول والقلوب ، فتستميل الانسان وتشده
الى مخاطبه ، مشعلة فيه نار البصيرة حتى لايبقى عنده شك فيما يتلقى من كلمات ،
وهذه لعمري لهي الخطبة الناجحة التي تحمل الاخرين على التسليم بصدق محتواها وبقدرة
ملقيها وكفاءته .
وتستخدم
الخطبة في التزويج عند العرب ، فقد خطب
أبو طالب بن عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تزوجه خديجة بنت خويلد
رحمة الله عليها ، فقال :( الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل ،
وجعل لنا بلدا حراما ، وبيتا محجوجا ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن محمد بن
عبد الله ، إبن أخي ، من لايوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه برا وفضلا ،وكرما
وعقلا ، ومجدا ونبلا ، وإن كان في المال قل ، فإنما المال ظل زائل ، وعارية
مسترجعة ، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم من الصداق
فعليّ.)... قال أبو العباس المبرد عن هذه الخطبة في كتابه :( الكامل في اللغة
والادب )ج2-ص721 :( وهذه الخطبة من أقصد خطب الجاهلية .).
ولكل عصر
خطباء مشهورون ، تتغنى الجماهير بخطبهم ، ويخلد التاريخ ذكرهم ، وتعكس خطبهم أهم
الاحداث التي تاثرت بها الجماهير بالاضافة الى آراءهم الحاضرة وآمالهم المستقبلية
، لذا كثيرا ماتكون بعض الخطب مصادرا للمعلومات التاريخية الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية ، تدلنا على النسق الفكري السائد في التعامل مع الاحداث والمواقف في عصر
معين .. فالخطابة من أقدم الفنون الادبية عند الشعوب البدو أو المتحضرين منهم ،
حيث كان كبراء القوم يخاطبون أبناء جلدتهم ، فيوجهونهم لما فيه فلاحهم وعلو شأنهم
.
وقد كان عرب
الجاهلية قبائل بدوية ، لايحكمها قانون ولاتجمعها دولة ، فتراهم يشنون الغارات على
بعضهم البعض ، لذا كان الدفاع عن النفس والمال والعرض ، والمباهاة بقوة القبيلة
وكرم أبنائها وشجاعتهم هي مواضع الفخر في
اشعارهم وخطبهم .. فقد كان لكل قبيلة شاعر وخطيب ، حتى إشتهر شرفاء القوم
بالخطابة بعد أن إبتذل الشعر بتعاطي العامة والسفهاء له وتلوثهم بالتكسب به ، ولكن
لم تصل أخبار خطباء العرب الاوائل كما وصلت أخبار شعرائهم ، وذلك لأحتفاء العرب
بالشعر قديما دون الخطابة ولصعوبة حفظ النثر ...
وأعتقد أن
الكثير من آداب الجاهلية ، لم يحتفي المسلمون بها
فيؤرخوها خاصة الخطب القديمة ، لما
كانت تحويه من دعوات وثنية وعصبيات جاهلية تثير القبائل ضد بعضها البعض .
وكان من عادة
الخطيب أن يخطب قائما أو على مرتفع من الارض أو على راحلته لابعاد مدى صوته
ولاظهار ملامح وجهه ، وكان يعتمد على عصا أو قوس بيده وربما يشير بيده عند الخطابة
، ومن صفات الخطيب جهورية الصوت وسلامة النطق وعلو الهمة وقدرة التأثير في الاخرين
.
وإشتهر الكثير
من الخطباء في العصر الجاهلي منهم :( كعب بن لؤي ، وذو الاصبع العدواني ، وقيس بن
خارجة ، وخويلد بن عمرو الغطفاني ، وقس بن ساعدة الايادي ، وعمرو بن كلثوم التغلبي
، واكثم بن صيفي التميمي ، وغيرهم .)
ونسب الى بعض
الخطباء السبق في أمور جرى عليها الخطباء الذين تلوهم فيما بعد ، ومنهم قس بن
ساعدة الايادي وكان حكيم العرب وخطيبها ، يقال أنه أول من خطب على شرف ،
وإتكأ على سيف ، وقال في خطبه : ( أما بعد
) .. وهو صاحب الخطبة المشهورة التي مطلعها :( ايها الناس إسمعوا وعوا ، إنه من
عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ماهـو آت آت .....).
ومن أغراض
الخطابة في العصر الجاهلي ، الفخر بالاحساب والانساب وبمآثر الافعال وبالذود عن الشرف وبالشجاعة عند لقاء
العدو ، وبالقدح بالخصم ، وبإصلاح ذات البين ، وبالترغيب والترهيب وغيرها من
الاحوال التي تناسب العقلية السائدة في البيئة الاجتماعية آنذاك .
ولما جاء
الاسلام ، إحتاجت هذه الرسالة السماوية الى السنة الخطباء الفصيحة لتنشرها وتذود
عن حياضها بحجج عقلية ووجدانية تقرع أسماع العامة والخاصة ، ترغبهم في الثواب
وترهبهم من العقاب ، حتى صارت ( خطبة الجمعة ) ركنا من اركان الدين .
وقد إستعان
خطباء العصر الاسلامي بالكتاب والسنة في تاييد صحة آراءهم فكانا مددا لاينقطع من
الالهام ، حتى إرتقت الخطابة في هذا العصر الى أعلى المقامات وأسمى الدرجات ..
يقول السيد أحمد الهاشمي في كتابه ( جواهر الادب )ج2-ص99 :( وليس في عصور أدب
اللغة عصر أحفل بالخطباء من هذا العصر ، إذ كانت الخطابة فيه سلسلة القيادة على
خلفائه وزعمائه ، لفطرتهم العربية ، ومحلها من الفصاحة والبيان ، وإنطباعهم على
اساليب القرآن وإتساع مداركهم .).
ومن أغراض
الخطابة في العصر الاسلامي ، الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومدح الفضائل وذم الرذائل وتفسير تعاليم الدين
الاسلامي الحنيف ، وتحميس الجند في سوح الوغى .
وقد كان من
أهم خطباء هذا العصر ، الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده
وغيرهم ، كما تميزت خطب هذا العصر بعذوبة الفاظها وكثرة إقتباسها من القران الكريم
وإبتداؤها بحمد الله والصلاة على رسول الله .
والنبي صلى
الله عليه وسلم كان أفصح العرب لسانا بالفطرة ، ففصاحته أشبه بالالهام والفيض
الالهي ، والفاظه سلسة ومعانيه فصيحة وعباراته متكاملة غير مضطربة .. ولعل رفقة
سيدنا علي للرسول صلى الله عليه وسلم ، قد كان لها أثرا في إرتقاءه في سلم الخطابة
الى درجة سامية شهد له بها الجميع ، حتى قال عنه الاستاذ أحمد حسن الزيات في كتابه
( تاريخ الادب العربي )ص135 :( كان حكيما تتفجر الحكمة من بيانه ، وخطيبا تتدفق
البلاغة على لسانه ، وواعظا ملء السمع والقلب .. وهو بالاجماع أخطب المسلمين وإمام
المنشئين ....).
وقد جمع خطبه
الشريف الرضي في كتـاب اسمـاه ( نهج البلاغة )، حوى خطبا ورسائل وحكم ومواعظ .
وحفل العصر
الاموي بالخطب السياسية ، فصار للخطابة شأن ومكانة معتبرة ، ولما جاء العصر العباسي أعتمد على الخطابة في
توطيد الملك وإستقبال الوفود ورفع همة الجنود في الحرب ، وبعد توطيد حكم العباسيين
أكثروا من استخدام الموالي في سياسة الدولة وقيادة الجيش ، فقلت العناية بالخطابة
وحلت الرسائل والمنشورات محلها ، وقصرت على خطب الجمع والعيدين والزواج .
ومع ذلك ظهر
في العصر العباسي خطباء مشهورون منهم الخطيب البغدادي والخطيب التبريزي ، وفي
أواخر العصر العباسي ضعفت الدولة وإستعجم الكثير من المسلمين فقلت عنايتهم باللغة
العربية الفصحى حتى وصل الوعاظ الى حال قصرت ملكاتهم الادبية عن صياغة خطب في
موضوعات الحياة المختلفة ، فعملوا على الاقتباس من خطب اسلافهم وترديدها من فوق
المنابر وإستمروا على هذه الحال قرونا ، الى أن قامت الثورة العرابية في مصر ،
فظهرت الخطبة السياسية على ألسنة زعمائها ودعاتها ومن أشهرهم السيد عبد الله
النديم والشيخ محمد عبده وأديب اسحق واللقاني ، فكانوا الشرارة التي أيقظت هذه
الملكة في عقل الامة وروحها ، فقام الادباء بتشكيل مجامع اسبوعية للخطابة لتعزيز
هذا الفن الادبي في مجال الاخلاق والدين والاجتماع والسياسة .
وقد افرزت هذه
المرحلة العصيبة خطباء وطنيين ، تحولت كلمات خطبهم الى أناشيد وطنية تغنت بها
الاجيال ، ومنها خطبة ألقاها مصطفى كامل بالاسكندرية سنة1907 إفتتحها بقوله :(
بلادي بلادي ، لكي حبي وفؤادي ، لك حياتي ووجودي ، لك دمي ونفسي ، لكي عقلي ولساني
، لك لبي وجناني ، فأنت أنت الحياة ، ولاحياة إلا بك يامصر !......).
كما تحولت بعض نصوص الخطباء الوطنيين الى حكم وشعارات
تردد ، ومنها خطبة لسعد زغلول باشا خاطب بها الامة المصرية سنة1921م ، حيث ختمها
بقوله :( الى العمل جميعا ، لنرفع منار الوطن ، ونعلي كلمته ، ولتحيى مصر .).
ومن آرائه في
التشريع :( كل شريعة تؤسس على فساد الاخلاق فهي شريعة باطلة .) ومن كلماته
المأثورة في الحرية وحدودها :( نحن نحب الحرية ، ولكننا نحب أكثر منها أن تستعمل
في موضعها .).
والحقيقة أن
الحرية السياسية والمنافسة الحزبية والمناقشات البرلمانية من أبلغ العوامل في رقي
الخطابة .
فحرية التعبير
، تطلق اللسان من عقاله ليصول على المكاره ، ويجول في ربوع الحياة مفصحا عن
مساوئها ومباهجها .
إن السحر
الذي يكمن في الكلمة ليس في مقدرتها على التعبير عن الحقائق الشاخصة للعيان
فحسب بل في إمكانيتها على إكتشاف
وتحديد الحقائق المجهولة لدى العامة ،
وهنا تلعب دور الاداة المحررة للافكار من حدود الذات لتنطلق الى الاخرين ، لذا
أصبحت الخطابة فن له قواعده واصوله ، وهي تقسم حسب مضمونها الى خطب وعظية توجيهية
دينية أو أخلاقية المحتوى ، والى خطب سياسية
تتناول السياسة الداخلية والخارجية بالتحليل والنقد والتفسير والتاييدأو
المعارضة ، وخطب قضائية تتضمن الادعاء العام أو الدفاع عن المتهم في قاعات المحاكم
.. وخطب عسكرية تستخدم لترغيب الجند في
القتال بتحميسهم لشحذ هممهم ورفع معنوياتهم .. وخطب مناسبات يتعدد مضمونها حسب نوع
المناسبة التي يتم الاحتفال بها .
وقد أجاد
الاستاذ سلامة موسى في إنتقاء وجمع عيون الخطب العالمية العربية والافرنجية في
كتاب ( أشهر الخطب .. ومشاهير الخطباء ) مع إعطاء نبذة مختصرة عن حياة الخطيب ،
وبهذا قدم صورة عن التاريخ الفكري لعظماء الخطباء من خلال خطبهم .
وأرى أن الخطبة
أشبه بمسيرة نحو حقيقة يسعى الخطيب لايصال الناس اليها ، وخلال هذه المسيرة يتم
تذليل المصاعب وإقتراح الحلول والوقوف عند محطات للتأمل ، لذا اصبح واجبا على
الخطيب أن يبحث عن المعلومات الضرورية التي تتصل بموضوع خطبته ومن ثم ينسقها ، كي
يعطي صورة واضحة ومتكاملة للحقيقة ، فتراكم المعلومات دون ترتيبها زمانا ومكانا ،
يؤدي الى إرتباك الافكار ومن ثم تشوش الخطبة ، فينقطع الاتصال بين الخطيب وجمهوره
.
إذن الخطبة
ليست عملية تجميع للكلمات وترتيبها ، بل هي نقل لصورة ذهنية متكاملة في عقل الخطيب
الى الجمهور ، فيغدو كالذي يصف منظرا طبيعيا قد شاهده في الماضي ليعلم الناس
بملامحه في الحاضر ، وصدق الشاعر الروماني هوراس عندما قال قبل أكثر من الفي سنة
:( لاتبحث عن الكلمات ، إبحث فقط عن الحقيقة والفكرة ، عندئذ تتدفق الكلمات من دون
أن تسعى اليها .).
وعلى الرغم
من أن الفيلسوف والخطيب الروماني الشهير شيشرون قد أبدى ملاحظات تفيد الخطيب في
إعداد خطبته ، إلا أن قواعد واسس الخطابة تبلورت في أنضج صورها وابدع اشكالها في
شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول الدكتور إجلال خليفة في كتابه ( الصحافة
)ص45 :( ولقد إتصف الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في مخاطبته
للمسلمين بالصفات الواجبة في الخطيب أو في الخطبة مما جعل علماء الكلام في العالم
يوصون تلاميذهم بإتباع الاسس التي وضعها النبي العربي الكريم ، مثل الكاتب هيجوفن
وقبله سانت فكتور الذي عاش في القرن الثامن عشر ، ووضع كتابا ناقش فيه أسس مخاطبة
الناس ووضع له عنوان :( ديداس كاليسون ) ، لانها قبله صلى الله عليه وسلم لم يكن
لها قواعد ولا اسس تحدد معالم الخطبة وعلوم مواجهة الجماهير .).
ولقد عمل
الغرب على تدريب ابناءه على الخطابة منذ نعومة أظفارهم وحتى إرتقائهم الى اعلى
مراحل الرجولة ففتحت معاهد لهذا الغرض منها معهد دايل كارينجي مؤلف كتاب ( فن
الخطابة ) ، وذلك لاعداد قادة فكر في شتى مجالات الحياة السياسية و الاجتماعية
والاقتصادية ، ذوو ثقة عالية وشجاعة أدبية تمكنهم من التأثير في الاخرين .
وحبذا لو يتم
الاهتمام بتشكيل لجان للخطابة في كل المدارس المتوسطة والاعدادية مع تنظيم مسابقات
فصلية ذات جوائز معتبرة لتحفيز الجيل الجديد على تنمية هذه الملكة اللغوية الاصيلة
.. فلقد عرفت مدينة الموصل الحدباء بكثرة لجان الخطابة في مدارسها منذ ثلاثينات
القرن العشرين ، فقد ذكر لي الخطاط الكبير
يوسف ذنون أن في عام1939م كان هناك لجنة خطابة في المدرسة الاعدادية ، وكان ضمن
أعضائها المرحوم ذنون الشهاب ، فحري بنا أن نزيد من إهتمامنا بلغتنا العربية عن
طريق ترغيب أبناءنا في إستخدامها تعبيرا وإلقاء .
ولتفعيل هذا
الفن الادبي نحن بحاجة الى كتب حديثة تنمي ملكة التخيل الصحيح وهي جوهر البلاغة
ككتاب ( حديث القمر ) للاستاذ مصطفى صادق الرافعي ، حيث أنه الف هذا الكتاب بإسلوب
يجعل طالب الانشاء من خلال المداومة على قراءته وتأمل معانيه كاتبا معبرا ..
ويعتمد اسلوب الرافعي البليغ على قوة التخيل ودقة الوصف ، فهو يعرف البلاغة في
كتابه ( حديث القمر ) قائلا ص7 :( البلاغة
التي حار العلماء في تعريفها على كثرة ماخلطوا لاتعدو كلمتين : قوة التصور ،
والقوة على ضبط النسبة بين الخيال والحقيقة ، وهما صفتان من قوى الخلق تقابلان
الابداع والنظام في الطبيعة وبهما صار افراد الشعراء والكتاب يخلقون الامم
التاريخية خلقا ، ورب كلمة من أحدهم تلد تاريخ جيل .).
ومما سبق
نستطيع أن نقول بأن الخطيب الجيد هو عقلية
ذات فكر موسوعي متمكن من أدوات اللغة ، يحسن إختيار الموضوعات التي تهم مستمعيه ،
فيراعي قدرتهم على فهم مايقوله ، بإنتقاء إسلوب سلس وافكار واضحة المعالم ، وأن
يتمرن على إلقاء الخطبة قبل مواجهة الجمهور.
وتتجلى براعة
الخطيب في قدرته على جذب إنتباه جمهوره اليه عند إلقاءه الخطبة قراءة أو إرتجالا ،
بضربه على أوتار العاطفة والعقل معا ، من خلال موضوع هام ذا بداية قوية مؤثرة
ونهاية معبرة مدهشة ، وهذا يتطلب منه امتلاك معلومات ثرية وقدرة على أيصالها الى
الجمهور ، بخطاب موجز قليل الكلمات كثير المعاني مدعم بحجج عقلية مقنعة واضحة
تستميل السامعين للعمل بمضمونه .
وسيبقى
الخطباء لسان حال الامم عبر العصور ،
ببيانهم الذي يجلو الغشاوة عن الابصار العليلة فينبه القلوب الغافلة ويشحذ الهمم
الخاملة ويوقض العقول الكليلة لتستفيق من سباتها .. وهكذا خلدت أسمــاءهم في ذاكرة
الشعوب ، فكان شيشرون في الرومان وديموستينيس في اليونان وعلي في العرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق